منتدى الميماوية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الهجره وأزمـــــــــــــه ألأمــــــــــــه1

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

الهجره وأزمـــــــــــــه ألأمــــــــــــه1 Empty الهجره وأزمـــــــــــــه ألأمــــــــــــه1

مُساهمة من طرف misho الأربعاء أبريل 25, 2007 5:14 am

01-02-2006
الهجرة وأزمة الأمة

د. علي بن عمر بادحدح

الخطبة الأولى
أما بعد أيها الأخوة المؤمنون :
الهجرة وأزمة الأمة .. موضوع مهم نحتاج إليه ونحن مازلنا في أفياء هذه الهجرة وفي ضلالها .. ونحن قريبي عهد بالأمس بالعاشر من محرم وما فيه من فضيلة وما له من مزية .
ولعلنا نقف وقفات سريعة عابرة فيما قبل الهجرة ، وفي أثنائها ، وفي أوائل ما بعدها ؛ لننظر في هذه الهجرة نظراً اعتبارياً يعيننا على فهم حقائق واقعنا ، وعلى أن نبث في قلوبنا من يقيننا وإيماننا ، ومن قدرتنا وقوتنا ما يزيل ذلك الوهن ، وينفي ذلك الضعف ، ويمحو تلك الذلة التي تضلل على أمة الإسلام إلا من رحم الله.

صورة من الثبات على الدين عندما قبل المسلمون الأوائل دعوة سيد الخلق محمد - صلى الله عليه وسلم - ودخلوا في الإسلام ، وأيقنوا بالإيمان .. واجهوا عداء قريش وأذاها وعنادها ، فأي شيء كان منهم ؟ لنرى كيف كان أثر الدين في حياة المؤمنين ؟ وما مكانته عند المسلمين ؟
كلنا يعلم تلك الرمضاء الحارقة من شمس مكة ، وهي تسطع على بلال تحت الصخر ، يعذب ويضطهد ، ويؤذى أشد الأذى وهو يهتف : " أحدٌ أحد " ، لا يقبل أن يعطي الدنية في دينه ، ولا أن يغير معتقده ، ولا أن يساوم على إيمانه.

وصهيب ، وما أدراك ما صهيب ! وخباب ، وما أدراك ما خباب ! بقي أثر السياط على ظهره إلى يوم وفاته بعد عقود من الزمان ، كان يجلد حتى يختلط لحمه بجلده بدمه حتى يبلغ الأمر به مبلغاً جاء يشكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ألا تدعوا لنا ألا تستنصر لنا فيثبت بمثبت الإيمان صلى الله عليه وسلم ، ويرد الأمر إلى ضرورة القوة في الدين والثبات عليه ( كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه ، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين ، وما يصده ذلك عن دينه ، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أوعصب ، وما يصده ذلك عن دينه ، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون ) .
فنزل الإيمان راسخاً في القلوب ، وسرى الإسلام جرياً مع الدماء في العروق ، فثبّت ذلك الإيمان .. حتى جاءت الهجرة من بعد ليست فراراً من المواجهة ، ولا خروجاً من الثبات على الدين ، لكنها تأكيداً أولوية الدين في حياة المسلمين.

جاءت هجرة الحبشة الأولى والثانية ولسنا في مسرد السيرة ، ولكننا نشير إلى الومضات التي تبين أنه لا دنية في الدين.
لما جاء عمرو بن العاص - وكان آنذاك رسول قريش - ليرد المهاجرين إلى مكة ، وجاء إلى النجاشي بما جاءه من الهدايا والأحاديث ، فطلب النجاشي - العادل - الطرف الأخر ليستمع بعد أن أساء عمراً القول ، وشوّه السمعة ، وأبثَّ الفتنة ، وأشاع الخلاف ، فجاء جعفر ابن أبي طالب مع بقية أصحابه المهاجرين .. أي صورة كانوا يمثلون ؟ صورة إيمان وإسلام ، مجتمعين موحدين ، ليس بينهم افتراق آراء ، ولا تباين أهواء ، ولا تعارض مصالح ، جمعوا كلمتهم ، واختاروا متحدثهم ، وأيقنوا بأنه لابد من أن يكون لهم موقفهم ، فماذا قال جعفر رضي الله عنه ؟

إنه كان يريد أن يحافظ على مصلحة المسلمين ، وأن يبقي على وجودهم وأن يوفر أمنهم وأن ييسر رغد عيشهم لكنه بحال من الأحوال هو ومن معه لا يمكن أن يكون ذلك كله على حساب إيمانهم أو على حساب إسلامهم فجعل حديثه إعلان بمساوئ الجاهلية وإظهاراً لمحاسن الإسلام فقال رغم حرصه على أسلوب يحفظ للمسلمين مصالحهم : " أيها الملك ، كنا قوما أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا ، نعرف نسبه وصدقه ، وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ، وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، فعبدنا الله وحده ، فلم نشرك به شيئا ، وحرمنا ما حرم علينا ، وأحللنا ما أحل لنا ، فعدا علينا قومنا ، فعذبونا وفتنونا عن ديننا ، ليردونا إلى عبادة الأوثان ، فخرجنا إلى بلادك ، واخترناك على من سواك ، ورغبنا في جوارك ،ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك " ، وانظروا إلى لغة السياسة الإسلامية الإيمانية " فعذبونا وفتنونا عن ديننا ، ليردونا إلى عبادة الأوثان ، فخرجنا إلى بلادك ، واخترناك على من سواك ، ورغبنا في جوارك ،ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك " ، فهل في هذا نفاق سياسي ؟ وهل في هذا دنية دينية ؟ إنها حنكة مع إظهار الإسلام ، مع إعلان دعوته ومع إظهار محاسنه ، ومع الوقف مع المبدأ الحق دون تميع ولا تنصل من حقائقه ومبادئه.
وكان ذلك موقف حكيم دفع عنهم الأذى ، ولم يوقعهم في حرج من دينهم الإسلامي ، فهل اكتفت الجاهلية ومبعوثها الداهية عمرو بن العاص - وكان على شركه إذ ذاك – قال : والله لأتينهم الغداة بما يبيد خضرائهم ، وغدا على النجاشي .. يريد أن يشعل الفتنة وتأليب وتشويه بقوله : إنهم يقولون في عيسى بن مريم قولاً عظيماً ! يعلم من النصرانية أنهم يقولون : " عيسى هو الله وابن الله " ، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ..
وجاءت هذه المعضلة والطامة المشكلة ، والمعجزة المربكة المحيرة .. وجودهم وأمنهم وعيشهم ورغدهم أو موقفهم ودينهم وعقيدتهم : ما تقولون في عيسى؟
أي شيء يقول جعفر ؟ وأي بيان يظهر المسلمون ؟ هل يبدلون أو يغيرون ؟ هل يحافظون على دينهم أم على حياتهم ؟ قالوها كلمات واضحة : " نقول فيه الذي جاء به نبينا هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول ".
لا دنية في الدين ، لا مساومة في العقيدة ، لا تغيير في الإيمان والإسلام .. أي شيء جرى لهم أي مصيبة حلت بهم أي نكبة نزلت عليهم لم يحصل من ذلك شيء ؛ لأن من كان مع الله كان الله معه ..
قال النجاشي : " والله ماعدا ما قلتم فيه عودي هذا " ، فنخرت البطارقة ، قال : "وإن نخرتم ! " ، ثم قال لهم : " أنتم شيوم بأرضي ، لا يعتدي عليكم أحد " ؛ لأنهم أهل مبدأ ، أهل يقين ، أهل عزة ، أهل وضوح لا أهل تميع وذلة وترخص والتماس عرض من الدنيا بضياع الدين نسأل الله عز وجل السلامة.

ثم جاءت الهجرة الكبرى ، وجاء الإذن الرباني من الله – عز وجل - للمصطفى صلى الله عليه وسلم ، بعد أن تهيأت الأسباب ، وبعد أن أدى الجهد منه ومن أصحابه - رضوان الله عليهم - فأي شيء كانت الهجرة ؟ أي درس أعظم فيها ؟
إنه التضحية بكل شيء من أجل الدين .. كلنا يعلم هجرة أبي سلمة ومعه أم سلمة ومعهما ابنهما سلمة يمضي تاركاً وراءه دنياه ، مخلفاً وراءه حياته الأولى ومراتع صباه ، وذكريات شبابه ، يمضي إلى الله ورسوله ، إلى مرضاة الله ، وإلى طاعة الله ، إلى التزام دين الله ، إلى إعلاء راية الله ، فيأتي أهل زوجته ويقولون له : " هذه نفسك قد غلبتنا عليها أما ابنتنا فلا تمضي معك " ، فأخذوا زوجته فجاء بنو أسد - أهله - بعد أن مضى ، قالوا : " هذه ابنتكم أخذتموها أما ابننا فنأخذه " ، فأخذوا الابن في جهة ، والأم في جهة ، والأب الذي يرى زوجته تؤسر وابنه يقهر هل يصده ذلك عن المضي إلى مرضاة الله ؟ وهل يضعف يقينه بالله ؟ وهل يستسلم لظروفه وما تدرّ به في هذه الحياة ؟ كلا ! مضى إلى الله مهاجراً ، ثم ماذا ؟ تمّت له هجرته وألحق الله له زوجته وابنه من بعد.

وصهيب ، وما أدراك ما صهيب ! غنيمة الحياة الدنيا كلها وثمرة جهده وتجارته وصناعته يخرج مهاجراً ، يحيطون به قائلين : جئتنا صعلوكاً وتخرج من بين أيدينا تاجراً ثرياً ؟! فقال : أريتم لئن أعطيتكم مالي أأنتم تاركي ؟! قالوا : نعم ، قال : فإنه في مكان كذا وكذا ، فذهبوا عنه ..
ذهبوا بماله كله ، بدنياه كلها ، بأيامه ولياليه وجهده وشقاء عمره ، فهل حزن لذلك ؟ وهل مضى كسيف البال أو رجع مشدوفاً إلى المال ؟
مضى إلى الله عز وجل فاستقبله سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وهو يقول : ( بخٍ بخٍ .. ذاك مال رابح ) وتتنزل الآيات : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَاد } [ البقرة:207 ] ، بيعة وصفقة رابحة.

وعبد الله ابن جحش وزوجه وأخوه أبو أحمد -كان أعمى ضريراً لا يرى وكان شاعراً - أهل بيت خرجوا جميعاً ، لم يبقى منهم أحد ، خلفوا وراءهم الديار قطعوا العلائق ليسموا إلى ما هو أعظم وأعلى من شأن الدين والإيمان واليقين.
مرّ عتبة بن ربيعة والعباس بن عبد المطلب وأبو جهل فرأى عتبة هذه الديار وقد خلت من أهلها ، والريح تخفق فيها يباباً .. نظر إلى من تركوا الدنيا ، إلى من تركوا الديار .. نظر متأملاً متعجباً ، ونظر كذلك بنظرة إنسانية حزينة متأملاً ثم قال :
وكل داراً وإن طالت سلامتها **** يوماً ستدركها النكباء والحوب
فقال أبو جهل : " ذاك ما فعل ابن أخيك فرق جماعتنا وشتت شملنا " ، وذلك هو حال الطغاة المجرمون مجرمون ويفعلون الجريمة ، فإذا التمس الناس منها خلاصاً صاروا هم المجرمون ، وصاروا هم الإرهابيون كما نرى في واقع حالنا اليوم.

أما أبو بكر وما أدراك ما أبو بكر ! وقته وعمره ماله وثروته أهله وبنوه داره وأرضه ريحه ونفسه كلها كانت تضحية في الهجرة ، حبس نفسه لصحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعة أشهر ، وهيأ ماله وعلف راحتيه ، وترك زوجه وأبناءه ، وترك داره وأخذ كل ماله ومضى مخاطراً بروحه وبنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حتى جاء الموقف العظيم ووقف المشركون على فم الغار ، وإذا بأبي بكر شفقة ورحمة يقول : يا رسول الله لو نظر أحدهم موضع قدمه لرآنا ! فينطق اليقين والثبات والإيمان على لسان سيد الخلق صلى الله عليه وسلم : ( ما ظنك باثنين الله ثالثهما ).
وتتنزل الآيات تصف هذه المواقف العظيمة: {إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } [ التوبة: من الآية40 ].
من يحزن والله معه ؟! من يضعف والله يعينه ؟! من يذل والله يعزّه ؟! من يخاف والله يؤمنه ؟!
misho
misho
ميماوي مرتفع نشاطه
ميماوي مرتفع نشاطه

ذكر
الثعبان
عدد الرسائل : 142
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 30/03/2007

http://www.mesho1.6x.to

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الهجره وأزمـــــــــــــه ألأمــــــــــــه1 Empty رد: الهجره وأزمـــــــــــــه ألأمــــــــــــه1

مُساهمة من طرف دمعة يتيمة السبت مايو 05, 2007 10:35 am

الهجره وأزمـــــــــــــه ألأمــــــــــــه1 9f6aa9b261


اخــــالهجره وأزمـــــــــــــه ألأمــــــــــــه1 011ـــى

mi الهجره وأزمـــــــــــــه ألأمــــــــــــه1 016 sho

شكرا لك على هذا الموضوع الرائع



دمعة يتيمة
دمعة يتيمة
ميماوي مرتفع نشاطه
ميماوي مرتفع نشاطه

عدد الرسائل : 322
تاريخ التسجيل : 05/05/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الهجره وأزمـــــــــــــه ألأمــــــــــــه1 Empty رد: الهجره وأزمـــــــــــــه ألأمــــــــــــه1

مُساهمة من طرف مصطفي المصري الثلاثاء أغسطس 28, 2007 12:08 pm

شكرا يا اخي علي المعلومات الواردة و جزاك اللة خيرا
مصطفي المصري
مصطفي المصري
ميماوي محترف
ميماوي محترف

ذكر
القرد
عدد الرسائل : 405
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/08/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى