دور خالد بن الوليد في محاربة الردة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
دور خالد بن الوليد في محاربة الردة
قام خالد بن الوليد بدور كبير في حروب الردة بعد وفاة النبي وواجه بجيشه المرأة سجاح مدعية النبوة و مالك بن نويرة الذي اتهم بالردة و رد أموال الزكاة لمن دفعها بعد أن كان جمعها لتوريدها لبيت مال المسلمين و قد أقرت سجاح وأتباعها في ما فعلوه في من ثبت من أهل قبائلهم على الإسلام و نال مالك بن نويرة جزاء ما فعل و نفذ خالد بن الوليد مالم يأمره به الخليفة ابو بكر الصديق
كان (مالك بن نويرة) الشاعر الفارس المسلم كبير بني يربوع وشريفهم المقدم الذي استعملهاالنبي على صدقات قومه ، ولما مات النبي جمع صدقات قومه وفرقها في موضعها بين قومه ، وهو الأمر الجائز شرعاً ، وقال في ذلك شعره : فقلت خذوا أموالكم غير خائف ولا ناظر فيما يجئ به الغد فإن قام بالدين المحوق قائم أطعنا وقلنا الدين دين محمد
وهو شعر واضح المعاني يشير إلى إيمان بالإسلام ليس فيه شك ، كان (خالد بن الوليد) بجيشه يحط على مقربه من البطاح اليربوعية عند ديار أسد بن خزيمة ، ويرسل العيون لتعرف موقف اليرابعة من الإسلام في سرية فيها (ضرار بن الأزور) يحمل أوامر خالد ، وفيها أيضاً الصحابي (أبو قتادة) ، وتسللوا إلى ديار القوم وهم نيام فشعروا بهم وفزعوا ونهضوا يحملون سلاحهم ، وهنا نسمع إلى شهادة (أبي القتادة) وهو يروي بداية الأحداث المؤلمة قائلاً : (إنهم لما غشوا القوم ليلاً راعوهم تحت الليل فأخذ القوم السلاح . قال : فقلنا إنا المسلمون ، فقالوا : ونحن المسلمون ، قلنا فما بال السلاح معكم ؟ فقالوا لنا : فما بال السلاح معكم ؟ قلنا : فإن كنتم كما تقولون فضعوا السلاح . قال : فوضعوها ثم صلينا وصلوا) . لكن كانت مع (أبن الأزور) أوامر أخرى من (خالد بن الوليد) هي أن يأتي بهم مستسلمين أسرى مع نسائهم وذراريهم ففعلوا "فلما وضعوا السلاح ربطوا أسرى فجئ بهم إلى خالد" . وبدأ (أبو قتادة) يشعر بالانزعاج مما يرى ، والمسلمون مع سيدهم يقادون أسرى بعد الصلاة ، يتابع الموقف ويسمع (خالد) يتهم (مالك) بأنه من المرتدين ، وأن هناك من أبلغه بذلك ، لكن مالكاً ينكر مدللاً بصلاته وقومه وباستسلامهم وإلقائهم السلاح عندما عرفوا أن القادمين من مسلمي العاصمة ، مطمئناً إلى براءتهم أمام إخوانهم في الإيمان ، ويقول خالد : أنا على الإسلام ما غيرت ولا بدلت ، ووقف دونه أبو قتادة وعبد الله بن عمر يشهدان له وعنه وينافحان (كنز العمال 3 /132) واليعقوبي في تاريخه 2/110) .
ونطل من بعيد عبر سجف الزمن على المشهد التاريخي العجيب ، على (مالك) مقيداً ومن ورائه امرأته (أم تميم بنت المنهال) ، يؤكد لخالد ومعه الشهود من مسلمي المدينة الذين فاجأوه في بلاده وصلوا معه ، ولم تزل آثار الوضوء بادية عليه ، يؤكد أنه مسلم لا غير ولا بدل ، ولكن ليأمر خالد رجلة ضرار بن الأزور بضرب عنقه" !!؟ ويأتينا السر فصيحاً في روايات أبي الفدا (التاريخ 158 ، وأبن خلكان في الوفيات 5/66 واليعقوبي 2/110) .. السر زوجة مالك ؟! الموصوفة في المصادر بالجمال العظيم ، وأنه قبل هذه الحملة كان عنده خبرها ووصفها "وكان له فيها هوى" . وأنه لما رآها خالد أعجبته وقال : والله ما نلت ما في مثابتك حتى أقتلك" . وشعر (مالك) بالغدر بعد أن استسلم لأسر أخوة الدين مطمئناً ، ومن ثم التفت إلى خالد قائلاً : "يا خالد فإنك بعثنا إلى أبي بكر فيمون هو الذي يحكم فينا ، فإنك بعثت إليه غيرنا ممن جرمه أكبر من جرمنا" ، فقال خالد : "لا أقالني الله إن لم أقتلك" . . فالتفت مالك إلى زوجته وقال لخالد : "هذه التي قتلتني" وكانت في غاية الجمال ، فقال خالد : "بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام" فقال خالد : "يا ضرار أضرب عنقه فضرب عنقه" .
في الإصابة 3 / 337 أن ثابت بن قاسم روي في الدلائل ، أن خالداً رأى امرأة مالك ، وكانت فائقة الجمال ، فقال مالك لامرأته : قتلتني ، - يعني سأقتل من أجلك – ومنا لطبيعي كي تثبت ردة الرجل أن يقتل من كان معه من قومه الذين نهضوا عن الصلاة منذ هنيهات ، وقبلوا الاستسلام لإخوانهم في الإسلام حتى يستوثقوا من أمرهم "فضرب عنقه وأعناق أصحابه".
كما روى الطبري عن أبي بكر ، ويؤكد (اليعقوبي) أن (خالد) لم يستمهل الأرملة الفاتنة أم تميم بنت المنهال لتستبرئ رحمها وتكمل عدتها ، بل إنه امتطاها ودم زوجها لم يجف بعد (2 /110) ، واهتزت مشاعر المسلمين من الحدث البشع حتى قام (أبو نمير السعدي) ينعي مالكاً يحكي ما حدث شعراً برواية (أبي الفدا /158) : ألا قل لحى أوطأوا بالسنابك تطاول هذا الليل بعد مالك قضى خالد بغياً عليه لعرسه وكان له فيها هوى قبل ذلك فأمضى هواه خالد غير عاطف عنان الهوى عنها ولا متمالك فأصبح ذا أهل وأصبح مالك إلى غير أهل هالك في الهوالك
وبينما خالد يأمر بالتمثيل بالجثث كان (أبو قتادة) يحث الخطى يدفعه الغضب والألم إلى المدينة "فلحق أبو القتادة بأبي بكر فأخبره الخبر ، وحلف ألا يسير تحت لواء خالد لأنه قتل مالكاً مسلماً" . وأمر خالد برؤوس بعض القتلى لتنصب أثافي ، ومنها رأس "مالك" ، والأثافي هي صخر (الزلط) كانت ثلاثاً متجاورة وتوقد النار بداخلها لتسمح بمرور الهواء فتشتعل النار ، ولتحمل قدور الطعام فوقها ، ونضج طعام (خالد) ليأكله مع أم تميم ولم ينضج رأس زوجها بعد ، والسبب فيما يروى الزبير بن بكار عن شهاب في الإصابة "أن مالك بن نويرة كان كثير شعر الرأس فما قتل أمر خالد برأسه فنضب أثفية فتضج ما فيها قبل أن تخلص النار إلى شئون رأسه "الإصابة 3 / 337، وأبن كثير 6 /322، وأبو الفدا 158" .
علم (عمر بن الخطاب) بالحدث العظيم فذهب ينتفض غضباً إلى الخليفة يهتف به "إن خالداً قد زنى فارجمه" ، قال : ما كنت أغمد سيفاً سله الله عليهم / تاريخ أبي الفداء .. هذا بينما كان متمم بن نويرة شقيق مالك قد تمكن من الهرب واللحوق بالمدينة فصلى وراء أبي بكر صلاة الصبح ، فملا فرغ أبو بكر قام (متمم) وسط مسجد رسول الله يرسل نواحه شعراً يمزق نياط الأكباد والقلوب ، مقارناً بين شرف (مالك) وفروسيته وبين غدر (خالد) قائلاً : نعم القتيل إذا الرياح تناوحت خلف البيوت قتلت يا ابن الزور أدعوته بالله ثم غدرته ؟ لو هو دعاك بذمة لم يغدر!
وهنا تبدو المقارنة بين ذمة العرب المرعية المعتبرة التي تلزم أصحابها من فرسان الأشراف إذا دعوتهم بها فلا يغدرون ، وبين دعوة أعلى هي دعوة الله لكن أصحابها رغم دعواهم بها فإنهم قد غدروا ، وهو الأمر المفهوم مع غضب (متمم بن نويرة) وهو يرى الخليفة يصر على عدم محاسبة خالد ولا عزله ، وناسباً ما حدث إلى قرار قدسي جاء على لسان نبيه أن خالداً هو سيفه المسلول ، ومقدماً حجة ليست بحجم الحدث وجسامته بأنه قد تأول فأخطأ. وبينما يحيل الخليفة استمرار سيف الله إلى الله فإن عمر أبدا لم يقتنع بل أعلن يقينه أن الله من ذلك براء ، ناعتاً خالد بعدو الله قائلاً : "عدو الله عدى على امرئ مسلم فقتله ثم نزا على امرأته – الطبري" .
كان (مالك بن نويرة) الشاعر الفارس المسلم كبير بني يربوع وشريفهم المقدم الذي استعملهاالنبي على صدقات قومه ، ولما مات النبي جمع صدقات قومه وفرقها في موضعها بين قومه ، وهو الأمر الجائز شرعاً ، وقال في ذلك شعره : فقلت خذوا أموالكم غير خائف ولا ناظر فيما يجئ به الغد فإن قام بالدين المحوق قائم أطعنا وقلنا الدين دين محمد
وهو شعر واضح المعاني يشير إلى إيمان بالإسلام ليس فيه شك ، كان (خالد بن الوليد) بجيشه يحط على مقربه من البطاح اليربوعية عند ديار أسد بن خزيمة ، ويرسل العيون لتعرف موقف اليرابعة من الإسلام في سرية فيها (ضرار بن الأزور) يحمل أوامر خالد ، وفيها أيضاً الصحابي (أبو قتادة) ، وتسللوا إلى ديار القوم وهم نيام فشعروا بهم وفزعوا ونهضوا يحملون سلاحهم ، وهنا نسمع إلى شهادة (أبي القتادة) وهو يروي بداية الأحداث المؤلمة قائلاً : (إنهم لما غشوا القوم ليلاً راعوهم تحت الليل فأخذ القوم السلاح . قال : فقلنا إنا المسلمون ، فقالوا : ونحن المسلمون ، قلنا فما بال السلاح معكم ؟ فقالوا لنا : فما بال السلاح معكم ؟ قلنا : فإن كنتم كما تقولون فضعوا السلاح . قال : فوضعوها ثم صلينا وصلوا) . لكن كانت مع (أبن الأزور) أوامر أخرى من (خالد بن الوليد) هي أن يأتي بهم مستسلمين أسرى مع نسائهم وذراريهم ففعلوا "فلما وضعوا السلاح ربطوا أسرى فجئ بهم إلى خالد" . وبدأ (أبو قتادة) يشعر بالانزعاج مما يرى ، والمسلمون مع سيدهم يقادون أسرى بعد الصلاة ، يتابع الموقف ويسمع (خالد) يتهم (مالك) بأنه من المرتدين ، وأن هناك من أبلغه بذلك ، لكن مالكاً ينكر مدللاً بصلاته وقومه وباستسلامهم وإلقائهم السلاح عندما عرفوا أن القادمين من مسلمي العاصمة ، مطمئناً إلى براءتهم أمام إخوانهم في الإيمان ، ويقول خالد : أنا على الإسلام ما غيرت ولا بدلت ، ووقف دونه أبو قتادة وعبد الله بن عمر يشهدان له وعنه وينافحان (كنز العمال 3 /132) واليعقوبي في تاريخه 2/110) .
ونطل من بعيد عبر سجف الزمن على المشهد التاريخي العجيب ، على (مالك) مقيداً ومن ورائه امرأته (أم تميم بنت المنهال) ، يؤكد لخالد ومعه الشهود من مسلمي المدينة الذين فاجأوه في بلاده وصلوا معه ، ولم تزل آثار الوضوء بادية عليه ، يؤكد أنه مسلم لا غير ولا بدل ، ولكن ليأمر خالد رجلة ضرار بن الأزور بضرب عنقه" !!؟ ويأتينا السر فصيحاً في روايات أبي الفدا (التاريخ 158 ، وأبن خلكان في الوفيات 5/66 واليعقوبي 2/110) .. السر زوجة مالك ؟! الموصوفة في المصادر بالجمال العظيم ، وأنه قبل هذه الحملة كان عنده خبرها ووصفها "وكان له فيها هوى" . وأنه لما رآها خالد أعجبته وقال : والله ما نلت ما في مثابتك حتى أقتلك" . وشعر (مالك) بالغدر بعد أن استسلم لأسر أخوة الدين مطمئناً ، ومن ثم التفت إلى خالد قائلاً : "يا خالد فإنك بعثنا إلى أبي بكر فيمون هو الذي يحكم فينا ، فإنك بعثت إليه غيرنا ممن جرمه أكبر من جرمنا" ، فقال خالد : "لا أقالني الله إن لم أقتلك" . . فالتفت مالك إلى زوجته وقال لخالد : "هذه التي قتلتني" وكانت في غاية الجمال ، فقال خالد : "بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام" فقال خالد : "يا ضرار أضرب عنقه فضرب عنقه" .
في الإصابة 3 / 337 أن ثابت بن قاسم روي في الدلائل ، أن خالداً رأى امرأة مالك ، وكانت فائقة الجمال ، فقال مالك لامرأته : قتلتني ، - يعني سأقتل من أجلك – ومنا لطبيعي كي تثبت ردة الرجل أن يقتل من كان معه من قومه الذين نهضوا عن الصلاة منذ هنيهات ، وقبلوا الاستسلام لإخوانهم في الإسلام حتى يستوثقوا من أمرهم "فضرب عنقه وأعناق أصحابه".
كما روى الطبري عن أبي بكر ، ويؤكد (اليعقوبي) أن (خالد) لم يستمهل الأرملة الفاتنة أم تميم بنت المنهال لتستبرئ رحمها وتكمل عدتها ، بل إنه امتطاها ودم زوجها لم يجف بعد (2 /110) ، واهتزت مشاعر المسلمين من الحدث البشع حتى قام (أبو نمير السعدي) ينعي مالكاً يحكي ما حدث شعراً برواية (أبي الفدا /158) : ألا قل لحى أوطأوا بالسنابك تطاول هذا الليل بعد مالك قضى خالد بغياً عليه لعرسه وكان له فيها هوى قبل ذلك فأمضى هواه خالد غير عاطف عنان الهوى عنها ولا متمالك فأصبح ذا أهل وأصبح مالك إلى غير أهل هالك في الهوالك
وبينما خالد يأمر بالتمثيل بالجثث كان (أبو قتادة) يحث الخطى يدفعه الغضب والألم إلى المدينة "فلحق أبو القتادة بأبي بكر فأخبره الخبر ، وحلف ألا يسير تحت لواء خالد لأنه قتل مالكاً مسلماً" . وأمر خالد برؤوس بعض القتلى لتنصب أثافي ، ومنها رأس "مالك" ، والأثافي هي صخر (الزلط) كانت ثلاثاً متجاورة وتوقد النار بداخلها لتسمح بمرور الهواء فتشتعل النار ، ولتحمل قدور الطعام فوقها ، ونضج طعام (خالد) ليأكله مع أم تميم ولم ينضج رأس زوجها بعد ، والسبب فيما يروى الزبير بن بكار عن شهاب في الإصابة "أن مالك بن نويرة كان كثير شعر الرأس فما قتل أمر خالد برأسه فنضب أثفية فتضج ما فيها قبل أن تخلص النار إلى شئون رأسه "الإصابة 3 / 337، وأبن كثير 6 /322، وأبو الفدا 158" .
علم (عمر بن الخطاب) بالحدث العظيم فذهب ينتفض غضباً إلى الخليفة يهتف به "إن خالداً قد زنى فارجمه" ، قال : ما كنت أغمد سيفاً سله الله عليهم / تاريخ أبي الفداء .. هذا بينما كان متمم بن نويرة شقيق مالك قد تمكن من الهرب واللحوق بالمدينة فصلى وراء أبي بكر صلاة الصبح ، فملا فرغ أبو بكر قام (متمم) وسط مسجد رسول الله يرسل نواحه شعراً يمزق نياط الأكباد والقلوب ، مقارناً بين شرف (مالك) وفروسيته وبين غدر (خالد) قائلاً : نعم القتيل إذا الرياح تناوحت خلف البيوت قتلت يا ابن الزور أدعوته بالله ثم غدرته ؟ لو هو دعاك بذمة لم يغدر!
وهنا تبدو المقارنة بين ذمة العرب المرعية المعتبرة التي تلزم أصحابها من فرسان الأشراف إذا دعوتهم بها فلا يغدرون ، وبين دعوة أعلى هي دعوة الله لكن أصحابها رغم دعواهم بها فإنهم قد غدروا ، وهو الأمر المفهوم مع غضب (متمم بن نويرة) وهو يرى الخليفة يصر على عدم محاسبة خالد ولا عزله ، وناسباً ما حدث إلى قرار قدسي جاء على لسان نبيه أن خالداً هو سيفه المسلول ، ومقدماً حجة ليست بحجم الحدث وجسامته بأنه قد تأول فأخطأ. وبينما يحيل الخليفة استمرار سيف الله إلى الله فإن عمر أبدا لم يقتنع بل أعلن يقينه أن الله من ذلك براء ، ناعتاً خالد بعدو الله قائلاً : "عدو الله عدى على امرئ مسلم فقتله ثم نزا على امرأته – الطبري" .
lover200686- مشرف منتدى السيارات
-
عدد الرسائل : 306
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 04/04/2007
رد: دور خالد بن الوليد في محاربة الردة
جزاك الله جيراً
مصطفي المصري- ميماوي محترف
-
عدد الرسائل : 405
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 24/08/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى