العلاقة بين الفرد والجماعة
صفحة 1 من اصل 1
العلاقة بين الفرد والجماعة
لعلاقة بين الفرد والجماعة
هناك ركيزتان أساسيتان تقوم عليهما المواجهة: -
الركيزة الأولى : الفرد سليم الفطرة , ذو المفاهيم الصحيحة للإسلام , و التى يتحقق من خلالها إسلام الفرد و هذا لابد من اعتباره
الركيزة الثانية : الجماعة 0 لابد من إطار جماعي يجتمع من خلاله الأفراد يقودهم إلى المواجهة لتحقيق التغيير 0
الفرد : من خلال اعتقاده للإسلام و العمل به , تتم المواجهة مع الجاهلية و ذلك من خلال الفرد , هذه المواجهة تتمثل فى الاعتقاد المخالف , و العمل المخالف , ومن خلاله يتحقق الإسلام الفردي كسبيل نجاة, و لكن هذا الإسلام بالرغم من اختلافه مع الجاهلية فى العقيدة والتصور والشريعة والنظام إلا أنه ليس إلا فردا داخل إطار جماعي تحكمه الجاهلية , فلا يعدو إلا أن يكون جزء من هذا المجتمع يدور في فلكه , فهو جزء يخدم الكل الذى يعيش فيه مهما كان خلافه .
أما الإسلام كسبيل تمكين فذلك لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الاجتماع عليه , أى أن الأفراد الذين يدينون بهذه العقيدة يجتمعون داخل الإطار الذى يجمعهم حيث تبدأ عملية المواجهة للتمكين .
ومن هنا نجد أن عدم وجود الفرد ذو الفطرة السليمة , والمفهوم الصحيح على الرغم من قيام الاجتماع إلا أنه لا يمكن أن يصل بنا إلى التمكين للإسلام - كالقوم الذين كانوا مع سيدنا موسى عليه السلام – كما أن وجود مفاهيم صحيحة يعتنقها الأفراد , وبفطر سوية بدون إطار جماعي يجمعهم ليقودهم إلى المواجهة , لا يمكن أن يتحقق به الإسلام كدولة.
إذن هناك فرق يين المواجهة الفردية كسبيل نجاة و بين المواجهة كسبيل تمكين , فالأولى بالرغم من أنها معتبرة فى إسلام الفرد ، إلا أنها غير معتبرة في التمكين للإسلام ، إذ أنه لا يمكن أن تتحقق الأولى إلا من خلال مفاهيم صحيحة يعتنقها الفرد ، ويتمسك ويعمل بها , ولا تتحقق الثانية إلا من خلال إطار عمل جماعي تتحقق من خلاله المواجهة للتمكين .
نخلص من ذلك أن كلا الأمرين ضروري وأساسي للإسلام ، وأن سبيل تحطيم أى من الركيزتين فضلا عن كليهما معا لهو القضاء على الإسلام , وأن الاهتمام بأحدهما دون الآخر من خلال الحركة الإسلامية لن يصل بنا إلى تحقيق الهدف , ومن هنا فالاعتقادات لا تجرمها العلمانية المتمثلة فى دول الغرب ، إلا أنها تجرم الاجتماع عليها , و هذا ما دفعها إلى تغيير قوانينها فى الوقت الحالى , أما ما يطلق عليه مجازا العلمانية فى بلادنا , فهي ليست إلا خيانة و عمالة رخيصة جاءت لتنقض على الإسلام وتحاربه فى أرضه , فبالتالي هى تحاربه كفكرة , ومن باب أولى تحارب الاجتماع عليه .
كما أن التربية الفردية مهما عظمت فمجالها محدود , ولا يتعرف الإنسان على ما فى نفسه معرفة حقيقية إلا من خلال الإطار الجماعي أى التربية فى جماعة , وكم تتفجر فيه من طاقات ومواهب لا يعرفها عن نفسه إلا من خلال العمل الجماعي .
وارتباط الفرد بالجماعة هو بديهية ومسلمة من مسلمات الاجتماع الإنساني كارتباط أجزاء الجسد الواحد بعضها مع البعض الآخر بديهية و مسلمة من مسلمات الإنسان .
وقد كتب أحد المستشرقين حول هذه العلاقة على أنها ضرورية و أساسية فقال : (كما أنه لا يمكن تصور أن هناك فردا شيوعيا فى أى مكان فى العالم إلا وينتمي إلى الحزب الشيوعي , كذلك لا يمكن أن يتصور أن يكون هناك فردا مسلما فى أى مكان من العالم إلا وينتمي إلى الجماعة المسلمة ) .
ومن هنا نجد ملايين البشر من المسلمين الذين لا يعيشون بهذه المسلمات تعبث بهم الصليبية و الصهيونية العالمية فى كل مكان فضلا عن العملاء , وهم لا يفعلون شيئا , فهم الانتساب الشكلي المشوه , وهم الغثاء الذى لا حقيقة له , وهم القصعة المستباحة , وهم فى ذل ومهانة عبيد لكل سيد يدفع بهم إلى تحقيق أهدافه , حارب بهم الإسلام فكانوا سوقته وعبيده , قتل بهم الأبناء و الأخوة فكانوا سوقته وعبيده , هتك بهم أعراض الأمة , فكانوا سوقته وعبيده , باع بهم الأرض و الوطن , فكانوا سوقته وعبيده .
كل هذا و تقوم بعض الحركات التى تنتسب إلى الإسلام فى إعطاء الشرعية لهذا الغثاء على أنه الحق , كما أنهم أعطوا الشرعية لهذه العمالة الخسيسة , ووقفوا موقف المدافع عنها ضد من يحاول أن يحيى هذه الأمة الميتة , و يوضح موقف هؤلاء الأعداء .
كل هذا أدى إلى ضياع الحركة الإسلامية على يد أبناء الحركة الإسلامية نفسها ومما أدى إلى عدم تحقيق المواجهة و الإسراع إلى تمكين الإسلام , فضلا عن أن الحركات الإسلامية التى دخلت فى إطار المواجهة إما لعدم وجود مفاهيم صحيحة لم تساعدها فى الدخول فى المواجهة الحقيقية التى تجتث الباطل من جذوره , ففى مظاهرة مسلحة بلغت أكثر من عشرين ألفا ضد أفراد النظام العميل و كانوا فى قبضتهم , و كان من الممكن أن يتم التمكين للإسلام بدلا من العلمانية إلا أن قائد المظاهرة فى ذلك الوقت أعطى الفرصة لأفراد النظام فى أن يمكنوا للعلمانية من جديد فقال لهذه الجموع: ( انصرفوا راشدين ) ومن الطبيعي أن لا يضيع أفراد النظام العلماني الفرصة فقتلوه ثم أشبعوا أفراد هذه الجماعة سجنا و تعذيبا و قتلا !! .
إن قضية التغرير بالأفراد واستهدافهم للنظام العلماني لا تتحقق فقط من خلال الجهل المطبق على أفراد الأمة , بل تتحقق أيضا من خلال الحركة الإسلامية نفسها ، من خلال تبنيها لمفاهيم غير شرعية منحرفة لا تساعدهم فى قضية المواجهة فهو تجميع بلا هدف لن يصل بنا إلى الإسلام , كما أن تجميع أفراد فقط مع بيان المفاهيم الصحيحة لهم دون الدخول فى إطار عمل محكم ينظم لهم أعمالهم ، ويستفيد من قدراتهم , فهو تغرير بالأفراد أيضا ، ولن يصل بهم إلى الهدف .
وكذلك مع وجود مفاهيم صحيحة ، و إطار عمل يجمع الأفراد ، إلا أن روح العلاقات بين الأفراد والمؤسسات المختلفة الموجودة فى الجماعة لا تكون قوية بحيث تكون حاسمة فى تحديد الوسيلة والوجهة والهدف , مع عدم فهم الواقع فهو أيضا تغرير لن يؤدى إلى تحقيق الهدف .
كل هذا أدى إلى أن يكون المجال مفتوحا أمام العلمانية , كما أنه سمح لها أن تتلاعب بالحركات الإسلامية فى سبيل مصلحتها .
كما أن عدم الحركة داخل إطار عمل جماعي يجمعهم يؤدى إلى الانعزال عن المجتمع وتحقيق السلبية لدى هؤلاء الأفراد , مما يؤدى إلى اعتساف أنواع من الحركات ليست فى الطريق الصحيح ، ولن تساعد على تحقيق الأهداف , كل هذا نتيجة لفقدان الحركة مع وجود التأصيل النظري الذى يفقد صلته بالواقع العام ، وإن كان يتصل بالجانب الفردي فقط .
كما أن المناظرات المختلفة والجدل والخلاف حول التأصيل النظري مع عدم وجود إطار عمل يتحرك على أرض الواقع حركة مصاحبة للفكرة فى مواجهة الجاهلية , كل هذا أدى إلى الخروج من المواجهة فضلا عن موت الحركة بداخل الأفراد .
إن أوهام الحركة هى التى نعيشها الآن , لأن الحركة لابد أن تكون منظمة وهادفة , لا مجرد الحركة التى لا تصل بنا إلى شيء , إن محاولة تصحيح المفاهيم بعيدا عن الواقع الحركي هو الذى أوصلنا إلى المأزق الذى نعيشه الآن ,
إن عدم وجود أطر عمل يجتمع عليها الأفراد فى أعمال مشتركة تدفع بالحركة نحو الأمام فى صياغة الأهداف فى ضوء وسائل فعالة تمكن من الوصول إلى الهدف , هو الذى أوقعنا فيما نحن فيه الآن .
إن البعد عن المنهج هو البعد عن الطريق , هو الضرب فى التيه , هو عودة إلى حيث البداية شئنا أم أبينا مرة أخرى , وتضيع الجهود و الأعمار التى أنفقت طوال السنوات الطويلة .
ونقف لنقرر أمرا أساسيا لابد من اعتباره بدلا من أن نلقى اللوم على الأعداء فى الداخل والخارج وننشغل بها , فى الحقيقة إن اللوم الأكبر يقع على عاتق الحركة الإسلامية نفسها لأنها إلى الآن لم تتخذ الطريق الصحيح الذى يمضى بها إلى التمكين للإسلام ومن هنا لم تجد العلمانية أمامها البديل الذى يتم تحقيق التمكين من خلاله , ولم يعد على الساحة الآن سوى الحركة الجهادية التى تعمل وحدها ضد الصليبية والصهيونية العالمية و من ورائها العملاء , أما ما عداها فلا يوجد حتى تتحقق سنة الله فى الدفع و التبديل , ( حتى لا تكون فتنة و يكون الدين كله لله ) .
إن مرحلة الصراع بين الحركات الإسلامية بعضها البعض الآخر فى سبيل توضيح التصور الاعتقادى الصحيح بعيداَ عن إطار حركي عملى يهتم بالواقع ويتحرك من خلاله كل هذا أدى إلى ضياع الجهود والأوقات فيما لا طائل وراءه , حيث أن القضية كانت مرسومة كوسائل لاصطياد التوجهات الفكرية الصحيحة للقضاء عليها دون السماح لها بالحركة من خلال الواقع , والضغط المتواصل عليها حتى تذوب إما فى الحركات الإسلامية ذات التوجهات المنحرفة التى تخدم النظام العلماني , أو تذوب داخل المجتمع مع عامة الناس بعيدا عن الحركة بصفة عامة منشغلة بطعامها وشرابها الذى تكدح من أجل الوصول إليه , مما جعل الساحة مفرغة إلا من قيادات العمل الإسلامى الموالى للنظام العلماني , حيث فرضوا على الناس من خلال القهر المتواصل ضد الحركات الصحيحة وأفرادها ، ومن خلال فتح القنوات التى يشرفون عليها , ومن هنا لم نجد أنفسنا إلا أمام توجه واحد هو توجه إسلامى ضد مصالح الأمة , وضد مصالح الإسلام فى الحقيقة .
هناك ركيزتان أساسيتان تقوم عليهما المواجهة: -
الركيزة الأولى : الفرد سليم الفطرة , ذو المفاهيم الصحيحة للإسلام , و التى يتحقق من خلالها إسلام الفرد و هذا لابد من اعتباره
الركيزة الثانية : الجماعة 0 لابد من إطار جماعي يجتمع من خلاله الأفراد يقودهم إلى المواجهة لتحقيق التغيير 0
الفرد : من خلال اعتقاده للإسلام و العمل به , تتم المواجهة مع الجاهلية و ذلك من خلال الفرد , هذه المواجهة تتمثل فى الاعتقاد المخالف , و العمل المخالف , ومن خلاله يتحقق الإسلام الفردي كسبيل نجاة, و لكن هذا الإسلام بالرغم من اختلافه مع الجاهلية فى العقيدة والتصور والشريعة والنظام إلا أنه ليس إلا فردا داخل إطار جماعي تحكمه الجاهلية , فلا يعدو إلا أن يكون جزء من هذا المجتمع يدور في فلكه , فهو جزء يخدم الكل الذى يعيش فيه مهما كان خلافه .
أما الإسلام كسبيل تمكين فذلك لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الاجتماع عليه , أى أن الأفراد الذين يدينون بهذه العقيدة يجتمعون داخل الإطار الذى يجمعهم حيث تبدأ عملية المواجهة للتمكين .
ومن هنا نجد أن عدم وجود الفرد ذو الفطرة السليمة , والمفهوم الصحيح على الرغم من قيام الاجتماع إلا أنه لا يمكن أن يصل بنا إلى التمكين للإسلام - كالقوم الذين كانوا مع سيدنا موسى عليه السلام – كما أن وجود مفاهيم صحيحة يعتنقها الأفراد , وبفطر سوية بدون إطار جماعي يجمعهم ليقودهم إلى المواجهة , لا يمكن أن يتحقق به الإسلام كدولة.
إذن هناك فرق يين المواجهة الفردية كسبيل نجاة و بين المواجهة كسبيل تمكين , فالأولى بالرغم من أنها معتبرة فى إسلام الفرد ، إلا أنها غير معتبرة في التمكين للإسلام ، إذ أنه لا يمكن أن تتحقق الأولى إلا من خلال مفاهيم صحيحة يعتنقها الفرد ، ويتمسك ويعمل بها , ولا تتحقق الثانية إلا من خلال إطار عمل جماعي تتحقق من خلاله المواجهة للتمكين .
نخلص من ذلك أن كلا الأمرين ضروري وأساسي للإسلام ، وأن سبيل تحطيم أى من الركيزتين فضلا عن كليهما معا لهو القضاء على الإسلام , وأن الاهتمام بأحدهما دون الآخر من خلال الحركة الإسلامية لن يصل بنا إلى تحقيق الهدف , ومن هنا فالاعتقادات لا تجرمها العلمانية المتمثلة فى دول الغرب ، إلا أنها تجرم الاجتماع عليها , و هذا ما دفعها إلى تغيير قوانينها فى الوقت الحالى , أما ما يطلق عليه مجازا العلمانية فى بلادنا , فهي ليست إلا خيانة و عمالة رخيصة جاءت لتنقض على الإسلام وتحاربه فى أرضه , فبالتالي هى تحاربه كفكرة , ومن باب أولى تحارب الاجتماع عليه .
كما أن التربية الفردية مهما عظمت فمجالها محدود , ولا يتعرف الإنسان على ما فى نفسه معرفة حقيقية إلا من خلال الإطار الجماعي أى التربية فى جماعة , وكم تتفجر فيه من طاقات ومواهب لا يعرفها عن نفسه إلا من خلال العمل الجماعي .
وارتباط الفرد بالجماعة هو بديهية ومسلمة من مسلمات الاجتماع الإنساني كارتباط أجزاء الجسد الواحد بعضها مع البعض الآخر بديهية و مسلمة من مسلمات الإنسان .
وقد كتب أحد المستشرقين حول هذه العلاقة على أنها ضرورية و أساسية فقال : (كما أنه لا يمكن تصور أن هناك فردا شيوعيا فى أى مكان فى العالم إلا وينتمي إلى الحزب الشيوعي , كذلك لا يمكن أن يتصور أن يكون هناك فردا مسلما فى أى مكان من العالم إلا وينتمي إلى الجماعة المسلمة ) .
ومن هنا نجد ملايين البشر من المسلمين الذين لا يعيشون بهذه المسلمات تعبث بهم الصليبية و الصهيونية العالمية فى كل مكان فضلا عن العملاء , وهم لا يفعلون شيئا , فهم الانتساب الشكلي المشوه , وهم الغثاء الذى لا حقيقة له , وهم القصعة المستباحة , وهم فى ذل ومهانة عبيد لكل سيد يدفع بهم إلى تحقيق أهدافه , حارب بهم الإسلام فكانوا سوقته وعبيده , قتل بهم الأبناء و الأخوة فكانوا سوقته وعبيده , هتك بهم أعراض الأمة , فكانوا سوقته وعبيده , باع بهم الأرض و الوطن , فكانوا سوقته وعبيده .
كل هذا و تقوم بعض الحركات التى تنتسب إلى الإسلام فى إعطاء الشرعية لهذا الغثاء على أنه الحق , كما أنهم أعطوا الشرعية لهذه العمالة الخسيسة , ووقفوا موقف المدافع عنها ضد من يحاول أن يحيى هذه الأمة الميتة , و يوضح موقف هؤلاء الأعداء .
كل هذا أدى إلى ضياع الحركة الإسلامية على يد أبناء الحركة الإسلامية نفسها ومما أدى إلى عدم تحقيق المواجهة و الإسراع إلى تمكين الإسلام , فضلا عن أن الحركات الإسلامية التى دخلت فى إطار المواجهة إما لعدم وجود مفاهيم صحيحة لم تساعدها فى الدخول فى المواجهة الحقيقية التى تجتث الباطل من جذوره , ففى مظاهرة مسلحة بلغت أكثر من عشرين ألفا ضد أفراد النظام العميل و كانوا فى قبضتهم , و كان من الممكن أن يتم التمكين للإسلام بدلا من العلمانية إلا أن قائد المظاهرة فى ذلك الوقت أعطى الفرصة لأفراد النظام فى أن يمكنوا للعلمانية من جديد فقال لهذه الجموع: ( انصرفوا راشدين ) ومن الطبيعي أن لا يضيع أفراد النظام العلماني الفرصة فقتلوه ثم أشبعوا أفراد هذه الجماعة سجنا و تعذيبا و قتلا !! .
إن قضية التغرير بالأفراد واستهدافهم للنظام العلماني لا تتحقق فقط من خلال الجهل المطبق على أفراد الأمة , بل تتحقق أيضا من خلال الحركة الإسلامية نفسها ، من خلال تبنيها لمفاهيم غير شرعية منحرفة لا تساعدهم فى قضية المواجهة فهو تجميع بلا هدف لن يصل بنا إلى الإسلام , كما أن تجميع أفراد فقط مع بيان المفاهيم الصحيحة لهم دون الدخول فى إطار عمل محكم ينظم لهم أعمالهم ، ويستفيد من قدراتهم , فهو تغرير بالأفراد أيضا ، ولن يصل بهم إلى الهدف .
وكذلك مع وجود مفاهيم صحيحة ، و إطار عمل يجمع الأفراد ، إلا أن روح العلاقات بين الأفراد والمؤسسات المختلفة الموجودة فى الجماعة لا تكون قوية بحيث تكون حاسمة فى تحديد الوسيلة والوجهة والهدف , مع عدم فهم الواقع فهو أيضا تغرير لن يؤدى إلى تحقيق الهدف .
كل هذا أدى إلى أن يكون المجال مفتوحا أمام العلمانية , كما أنه سمح لها أن تتلاعب بالحركات الإسلامية فى سبيل مصلحتها .
كما أن عدم الحركة داخل إطار عمل جماعي يجمعهم يؤدى إلى الانعزال عن المجتمع وتحقيق السلبية لدى هؤلاء الأفراد , مما يؤدى إلى اعتساف أنواع من الحركات ليست فى الطريق الصحيح ، ولن تساعد على تحقيق الأهداف , كل هذا نتيجة لفقدان الحركة مع وجود التأصيل النظري الذى يفقد صلته بالواقع العام ، وإن كان يتصل بالجانب الفردي فقط .
كما أن المناظرات المختلفة والجدل والخلاف حول التأصيل النظري مع عدم وجود إطار عمل يتحرك على أرض الواقع حركة مصاحبة للفكرة فى مواجهة الجاهلية , كل هذا أدى إلى الخروج من المواجهة فضلا عن موت الحركة بداخل الأفراد .
إن أوهام الحركة هى التى نعيشها الآن , لأن الحركة لابد أن تكون منظمة وهادفة , لا مجرد الحركة التى لا تصل بنا إلى شيء , إن محاولة تصحيح المفاهيم بعيدا عن الواقع الحركي هو الذى أوصلنا إلى المأزق الذى نعيشه الآن ,
إن عدم وجود أطر عمل يجتمع عليها الأفراد فى أعمال مشتركة تدفع بالحركة نحو الأمام فى صياغة الأهداف فى ضوء وسائل فعالة تمكن من الوصول إلى الهدف , هو الذى أوقعنا فيما نحن فيه الآن .
إن البعد عن المنهج هو البعد عن الطريق , هو الضرب فى التيه , هو عودة إلى حيث البداية شئنا أم أبينا مرة أخرى , وتضيع الجهود و الأعمار التى أنفقت طوال السنوات الطويلة .
ونقف لنقرر أمرا أساسيا لابد من اعتباره بدلا من أن نلقى اللوم على الأعداء فى الداخل والخارج وننشغل بها , فى الحقيقة إن اللوم الأكبر يقع على عاتق الحركة الإسلامية نفسها لأنها إلى الآن لم تتخذ الطريق الصحيح الذى يمضى بها إلى التمكين للإسلام ومن هنا لم تجد العلمانية أمامها البديل الذى يتم تحقيق التمكين من خلاله , ولم يعد على الساحة الآن سوى الحركة الجهادية التى تعمل وحدها ضد الصليبية والصهيونية العالمية و من ورائها العملاء , أما ما عداها فلا يوجد حتى تتحقق سنة الله فى الدفع و التبديل , ( حتى لا تكون فتنة و يكون الدين كله لله ) .
إن مرحلة الصراع بين الحركات الإسلامية بعضها البعض الآخر فى سبيل توضيح التصور الاعتقادى الصحيح بعيداَ عن إطار حركي عملى يهتم بالواقع ويتحرك من خلاله كل هذا أدى إلى ضياع الجهود والأوقات فيما لا طائل وراءه , حيث أن القضية كانت مرسومة كوسائل لاصطياد التوجهات الفكرية الصحيحة للقضاء عليها دون السماح لها بالحركة من خلال الواقع , والضغط المتواصل عليها حتى تذوب إما فى الحركات الإسلامية ذات التوجهات المنحرفة التى تخدم النظام العلماني , أو تذوب داخل المجتمع مع عامة الناس بعيدا عن الحركة بصفة عامة منشغلة بطعامها وشرابها الذى تكدح من أجل الوصول إليه , مما جعل الساحة مفرغة إلا من قيادات العمل الإسلامى الموالى للنظام العلماني , حيث فرضوا على الناس من خلال القهر المتواصل ضد الحركات الصحيحة وأفرادها ، ومن خلال فتح القنوات التى يشرفون عليها , ومن هنا لم نجد أنفسنا إلا أمام توجه واحد هو توجه إسلامى ضد مصالح الأمة , وضد مصالح الإسلام فى الحقيقة .
المؤمن بالله- ميماوي جديد
-
عدد الرسائل : 25
العمر : 73
تاريخ التسجيل : 08/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى